أطـلال ذكـرى ..
أو بـ الأصح ( غـربة ) كسـرت كل معاني الوصال من الأعلـى ..
وحتى الأعلـى ..
ليس كسـرا ً بـ معنى الكسـر ..
ولكن هـو كسرٌ لما يحيط بـ القلب من كسـر ..
أما سمعتم أنين تلك الطـرق التي إشتاقت لــ قرع الأقـدام فوق رأسها !!
كيف يمكن لها أن تطرب على أنغام من يـدوس علـى ظهرها بـلا رحمة !!
أو حتـى شفقة !!
ألم أقل لكم أنها ( غـربة ) !!
إذا ً يحق لي ( التفنن ) في إختيار المفـردة ..
ويحق لكم حسن الإنصات والإستماع ..
وإن شئتم الخـروج فـــ هذا شأنكم ..
ولكن تـذكروا أنكم كنتم هنا .. وسـ ينتهي بكم الحال هنا
في أعماق القلب ..
دون النظـر لما في ( الوريـد ) من ألم .. ومافي ( الشريان ) من حسـرة
هكـذا هي الحياة ..
تسقينا مرٌ علقم ومن بعـد ذلك تطلب منا المزيـد ..
والعجيب في الأمـر أنني في كل مرة أستزيـد ..
وأستزيـد ..
حتى وصلت لـ أعلـى رُتب ( الغـربة ) ..
ها هـو الحديث يعـود مجددا ً لــ( الغـربة ) ..
ألم أقل لكم أن عجلة الزمن تـدور !!
إذا ً حتما ً ســـ أعـود كما بـدأت ..
من وإلى ( الغـربة ) ..
شمعة أو بـــ الأحـرى فـتات دمعة ..
وإن أردتم الحقيقة فـ هو عـود ثقاب .. إحتـرق من خلف طهـر الحجاب
هـو ما تبقى من صفحة الـذكريات البائسة .. والمعاني اليائسة
ولن أكـون مجحفا ً إن أسميتها كذلك ..
فـ المطلع علـى ( خفايا الأمـور ) .. قـد علم كثيرا ً مما كان يصنف ضمن بنـد ( المستـور )
ألا تـرون أن تلك الإضاءة البسيطة التي لاحت في الأفق قادرة على أن تعم المكان بـ نورها !!
ولو ( للحظات ) !!
أكاد أجزم أنكم تشاطروني الرأي هـذا ..
هاكم يدي وأعطوني أيديكم لـ أمسك بها وأنا أحدثكم حديثا ً معدنهُ ( ترابي ) ..
ولكن جرت فيه ( لغة السماء ) ..
ألم أقل لكم سابقا ً أن هـذا هـو حديث شيخي وحبيبي عليه رحمات الله تتـرى !!
بـلا والله قلت ذلك ..
لذلك ها أنا أطلب منكم العـذر لأنني سـ أتـراجع عما قلت ولن أمسك بــــ أي يـد ..
تحت أي ظـرف ..
فـ أنّـا قلبنا البصـر في أي إتجاه حتما ً ســ تـزيـد المواجع ..
والآلام ..
فـ لو أننا نظرنا بـــ ( زواية قائمة ) ..
سـ تطل علينا فلسطين بــــ كافة تفاصيل آساها ..
ولو أننا نظرنا بـــ ( زاوية حادة ) ..
سـ تشرق لنا شمس ذل العراق الحزينة ..
ولو أننا نظرنا بـــ ( زاوية منفرجة ) ..
سـ تظهـر أمامنا بـوادر أمل ٍ قـد مُـزقت ثيابه ..
كما يمزق أعـداءنا ( عفـاف ) أخواتنا في شتـى بقاع الأرض ..
ألم أقل لكم إنها غربة !!
بـلا والله إنها غربة ( الحق ) في موطن ( الباطل ) ..
بـــ مسمى ( الغـربة ) ..
وســ أبقى أنظـر لـ موقف غروب ( شمس العـز ) التي رحلت دون الإهتمام بـــ مراسم التـوديع ..
منـذ أن حاولت أن أرى شعاع مجـدها ..
وهـي تكاد تتجنب لقاء الأصحاب .. بـ طيوف الأحباب
كـ أنها كانت تخبئ في دواخل ( حزنها ) مالم تستطع أشعتها أن تحـرقه !!
وكـ أنها كانت تصـر على ألا ّ يبقى الحال كما كان !!
بل كانت رؤيتها لـ ( منظور الأمـور ) على ألا ّ تبقى طوال الـوقت مشـرقة ..
هـو إجحاف بـ حق ..
مني ومنها ..
ولكنني كنت آمل منها الكثيـر .. وهي لـ الأسف لم تكتـرث بـ إستنجادات الأسيـر
أسيـرا ً رسم مـلامح القيـود من قسمات ( اللاشـيء ) ..
ومع ذلك هـو يطلب كل شـيء ..
أعـرفتم الآن من هـو المجحف !!
ها أنا أعـود مـرة أخـرى لـ الهرب من ( القضية ) لــ أجـد نفسي في ذات القضية نفسها ..
وبما أن ( المبـدأ ) الذي أسيـر عليه هنا قائمٌ علـى ( الهـرب ) ..
دعـوني أهـرب الآن من صُلب المـوضـوع لــ أطرح استفسارا ً
لا أظنني ســـ أجـد الإجابة عليه ..
هـل فهمتم ( المغـزى ) من حـديثـي !!
لا أظن ذلك ..
إذا ً سـ تظل القضية مسجلة ( ضـد مجهـول ) حتى أنتهـي من
إزالة ( قشـور الفلسفة ) البغيظة عن حرفي ..
وسـ يبقى الحال كما كان ..
غربة تعصف بـــ أصل ( الغربة ) ..
هنا أتـرقب حضور وإنصـراف ( العابثين ) ..
بـ الرغم من الأثـر يكفـي لـ الـدلالة على شـيء ما ..
ربما يكون مريبا ً ..
وإن أردتم الحقيقة فـ هـو كذلك ..
هـو ( لغـز ) سبق الإشارة إلى أنه قيـّد ( ضـد مجهـول ) كــ حال حـرفي هنا ..
لن يفهمه أحـد حتى أعلن عن كافـة تفاصيله .. أو أن يستنتج أحـدكم بـــ ( ذكائه ) المعهـود .. مالمقصـود !!
أظن أن البعض قـد وضع قـدمه على بداية الطريق ..
لـ الإبحار على متن ( مركب الإصـرار ) .. في وسط مـوج ( العزيمة ) .. والهـدف هـو إكتشاف بحيـرة ( المغـزى )
ولكن ..
وهـي هنا ( إستفهامية ) غُـلفت بـــ باقات ( الإنكار ) ..
ألا تـرون أن الأرض تتحـدث بـ لغة الرمل .. وحـروف الرمل .. وقـواعـد الرمل !!
هل يـوحي لكم ذلك بـــ شـيء آخـر غير ( الضعف ) !!
حتـى ولو كان هنالك ( مـوطئ قـدم ٍ ) رُسم بـ دقة ٍ فائقة ..
هل تظنـون أنه سـ يصمـد أما تلك الـرياح العاتية التي طعنت ( فـؤاد الشـجر ) .. وقتلت ( طمـوح الثمـر ) !!
ربما سـ يصمـد لـ فتـرة وجيـزة وبعـد ذلك سـ يصبح أثـرا ً بعـد عين ..
وسـ يغشى المـوج تفاصيل ما رسمته تلك الأقـدام لـ يعم بـ غـدره مساحات المكان بـ مـد ٍ وجـزر ..
حتـى ينتهي به ِ المطاف إلى حيث بـدأ ( رحلته المجنـونة ) ..
بعـد أن ألغى وجـود أي أثـر .. وأي مـلامح حضـور
وإن كانت الحقيقة تقـول أن الأثـر مـوجـود .. ولكنه دفن بـــ
( فعل فاعل ) لــ أسباب ٍ لا يعلمها سـوى الفاعل نفسه ..
لـ يبقى وحيـدا ً يصارع ألم ( الغـربة ) ..
في النهاية
هنا اضع توقيعي
عين الامارات